الفقر من أبرز المشكلات الاجتماعية المنتشرة في فلسطين، حيث ترجع المحددات الأساسية له إلى بدايات القرن ومنتصفه، من خلال تعرض البلاد لأكثر من احتلال وخضوعها لعدة سيادات وقوانين خارجية، وسوء الاستخدام لمواردها الطبيعية والبشرية على حساب السكان الأصليين. وازدادت وتيرة هذا الإهدار للموارد والإفقار المستمر إلى ما بعد النكبة عام( 1948) التي أدت لتهجير ملايين الفلسطينيين عن أرضهم وتقسيم البلاد إلى ثلاثة أجزاء هي أراضي ال48 والضفة الغربية وقطاع غزة مما أدى إلى فقدان السيطرة على أهم عناصر الإنتاج من أرض ومياه. وجاءت الانتفاضتان الأولى والثانية عاما (1987، 2000) لتكرسا انتشار الفقر في فلسطين وخاصة في ظل ازدياد الإجراءات التعسفية ضد الشعب الفلسطيني والتي تمثلت في الاعتقالات ومنع التجول والإغلاق التام لجميع منافذ الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومنع الفلسطينيين من دخول أراضيهم المحتلة لمزاولة عملهم وجلب أرزاقهم. وقد عانى قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة من أزمات كبيرة سببتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها للمجازر والقتل المفرط والحصار الخانق وكذلك الحروب العدوانية المتتالية في عامي( 2008 و2012) والحرب العدوانية الأخيرة في عام (2014) التي هجرت الناس من مساكنهم واستشهد فيها أكثر من( 2000 )مواطن خلال 51 يوما أدى كل ذلك إلى ازدياد حالة الفقر وعدم استقرار الأمن الاجتماعي في قطاع غزة في شتى النواحي الاجتماعية مما أوجد مشكلات انحرافية عنيفة من حالات سرقة وإدمان وتجارة وترويج كل أنواع المخدرات والسموم وانتشار البطالة بشكل كبير مما يهدد أمن المجتمع ويثير لدى الناس القلق والخوف على حاضرهم ومستقبلهم.
展开▼